كما في الأعوام السابقة، تجددت مرة أخرى أزمة الطالبات السعوديات المتفوقات، اللائي حصلن على معدلات تقترب من الـ99 في المائة في امتحانات الثانوية العامة، من دون أن يجدن مقعداً جامعياً يوفر لهن فرصة للتعليم العالي.
آخر فصول المأساة التعليمية، حكاية طالبة في المنطقة الشرقية حصلت على معدل 99 في المائة في الصف الثالث الثانوي، و98 في المائة في المعدل التراكمي، حيث تقدمت للحصول على فرصة للدراسة في جامعة الملك فيصل في تخصص متاح لمعدلات أقل منها بكثير، وهو العلوم الطبية، ولكنها فوجئت أن الجامعة ردتها على أعقابها رافضة طلبها، وهو ما شكل انتكاسة نفسية كما عبرّ والد الفتاة لـ«الشرق الأوسط».
وقال نبيل المزعل والد الطالبة: ان ابنته حديثة التخرج، وواحدة من عشرات الطالبات اللواتي تقدمن إلى جامعة الملك فيصل بالدمام، رغبة في التخصص في قسم العلوم الطبية، وليس دراسة الطب، مبينا أنها حصلت على معدل تراكمي نسبته 98.22 في المائة في امتحان الثانوية العامة، غير أن نتيجة عدم قبولها في الجامعة مثلت صدمة لها.
وخاطبت الجامعة الطالبة بالقول، انها تعتذر عن قبولها في الرغبة الأولى «علوم طبية» وسيتم النظر في بقية الرغبات من غير الكليات الطبية وفق الشواغر والشروط المعلنة، وهو ما يعني أن حلم الطالبة في الحصول على فرصة لدراسة التخصص الذي تريده تبخرّ.
وأضاف المزعل، أن نتائج درجات ابنته في المراحل التعليمية الثلاث تظهر مدى تفوقها الدراسي، كما أنها حصلت على نسبة موزونة نحو 82 في المائة وهي نسبة عالية، مبينا أنها حصلت على معدل في الصف الثالث الثانوي بلغ 99 في المائة، فيما حصلت على معدل 97.22 في المائة في الصف الثاني الثانوي، مشيرا إلى أن هناك تأثيرات نفسية لازمت البنت جراء عدم قبولها، فهي ترفض الالتحاق بتخصص آخر، نتيجة رغبتها في دراسة علوم طبية.
وقال الدكتور أحمد الكويتي، المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك فيصل، ان المعدلات المطلوبة في الجامعة للكليات الصحية، تعتمد على معايير ثلاثة هي: المعدل التراكمي في الثانوية (30 في المائة)، ودرجة الاختبار التحصيلي (40 في المائة)، ودرجة اختبار القدرات (30 في المائة)..
مضيفا أن جميع هذه النسب تكون النسبة الموزونة والمطلوبة في الجامعة، والتي تتم على أساسها المفاضلة بين المتقدمين، حيث يتم قبول من تنطبق عليهم الشروط، لجميع الطلاب والطالبات، مبينا أنه تم الإعلان عن آخر النسب الموزونة على جميع الكليات على موقع الجامعة، حيث ان الفرص متساوية بين الجميع.
وأوضح الكويتي، في تصريح لـ «الشرق الأوسط»، أن النسبة الموزونة لقبول الطلاب في الكليات الصحية في الدمام هي 89.08 في المائة، بينما الطالبات 92.21 في المائة، وهو ما تم اعتماده من قبل إدارة الجامعة والمسؤولين.
مبينا أن النسبة الموزونة المطلوبة لقبول الطلاب في طب الأسنان 86.14 في المائة، في حين أن النسبة المطلوبة للعلوم الطبية التطبيقية، هي 76.5 في المائة للطلاب، و86.96 للطالبات، وتبلغ النسبة للصيدلة الإكلينيكية 78.46 في المائة للطلاب، و87.49 للطالبات، والتمريض 75.10 في المائة للطالبات.
وأضاف الكويتي، أن النسبة الموزونة لقبول الطلاب في جامعة الملك فيصل في الأحساء، هي 84.78 في المائة، أما الطالبات 86.91 في المائة. وقال الكويتي: ان يوجد في الجامعة 6 كليات طبية متنوعة هي طب الأسنان والصيدلة الإكلينيكية والتمريض والعلوم الطبية التطبيقية، حيث توجد بعض الكليات تدرس بنين وبنات، مبينا أنه تم قبول 870 طالبا وطالبة في جميع الكليات الصحية في الجامعة.
وقامت الجامعة في العام الحالي برفع النسبة الموزونة من 75 في المائةإلى 86 في المائةمما حد من فرص الطالبات المتفوقات في الحصول على مقعد لدراسة الطب أو حتى العلوم الطبية.
الإثنين 25 أغسطس 2008, 00:16
